بين الأمس القريب والمستقبل البعيد، يمثل الوقت الحاضر فرصة كبيرة للتطور والنمو، سواء على المستوى الشخصي أو المجتمعي، لندرك بعدها بأن الأوقات والدقائق تمر علينا بلمح البصر، بدون استيعاب كيف ومتى حدث ذلك، وبالفعل الوقت من ذهب إن لم تدركه ذهب.

عندما كنت أستعد لتقييم المخطط السنوي الخاص بالموقع، والبحث فيما  حققه هذا الصرح التعليمي؟ وما الذي لابد أن ينجزه في الأيام القادمة، أدركت فجأة أن هذا الشهر بمثابة ميلاد للموقع، فقد اكتملت السنة الأولى بالفعل، بالرغم من عدم حبي لطقوس العامة التي تأتي بها الأعياد، وميلاده لا يعني ميلادي ككاتبة، إذ كنت أدون قبل وجوده في مدونات ومواقع متعددة، ولكن أن يكون لديك فضاء واسع تدون فيه ما يختلج في جعبتك في أي وقت ومكان، تحمل مسؤولية كبيرة تجاه القلم قبل كل شيء، وباحثًا عن ثقة القراء في مضمون ما تكتبه.

عامٌ من التدوين على الموقع يعني عامًا من التحديات والعقبات، عامًا من التحديثات والإنجازات، وإن كانت تبدو تفاصيلًا صغيرة للبعض، فإنها تعني الكثير لصاحبها. ولعل من أبرز هذه التحديات، هو الحفاظ على استمرارية الموقع وزيادة شعبيته. وكذا الحفاظ على جودة المحتوى وتقديم المعلومات بشكل مفيد وممتع يعد تحديًا يواجه كل كاتب يسعى لجذب القراء.

ومن الإنجازات التي حققها الموقع خلال العام، تطور تصميمه وتحسين أدائه، إضافة إلى زيادة عدد المتابعين والزوار. ولا يمكننا نسيان الإنجاز الأهم، وهو تحقيق أهداف الموقع للاستمرار في تحسين جودة المحتوى وزيادة الفائدة المقدمة للقراء. ومع الإنطلاقة الجديدة له، نأمل أن يستمر الموقع في التطور والنمو، وأن يحتفل بمزيد من الإنجازات والنجاحات. ونتمنى أن يستمر الموقع في تقديم المعلومات القيمة والمفيدة التي تفيد القراء وتساعدهم على تحقيق المنفعة العلمية والثقافية  في هذه الحياة.

1- الكتابة في نيتش عام:

يمكن مقارنة بين المقالين اعلاه كونهما من مجالين مختلفين، ولكل منهما مجال محدد، الكتابة في المجال العام هي الخطوة الأولى التي يمكن للكاتب القيام بها لبناء استراتيجية محكمة للمواضيع القادمة. ينصح بعض الكُتاب المحتوى ببدء الكتابة في المجال العام من أجل رسم طريقهم. يُدوَّن ما يخطر في ذهنهم، يكتبون عن الفن في بعض الأحيان وعن المواضيع الاجتماعية في أحيانٍ أخرى، والفائدة من ذلك هي محاولة فهم الذات ودراسة الجمهور حول المواضيع الأكثر قراءة على الموقع. يساعد الكتابة في المجال العام في البداية في رسم مخطط عملي يمكن السير عليه في بقية المواضيع.

2- التخصص لابد منه:

بعد فترة من التدوين في مجالات مختلفة، أدركت أن الموقع يحتاج إلى رؤية واضحة نحو مجال محدد؛ حتى تتضح معالمه وآلية بناء استراتيجية تساعدني على اقتراح المواضيع المتقاربة في مجال التدوين وصناعة المحتوى. كما يمكن لهذه المواضيع أن تكون عونًا للقارئ المتصفح، حيث يمكنه الاستفادة العلمية والفكرية بدون الحاجة للبحث مرة أخرى عن الموضوع من مصادر مختلفة.

3- الانفوجرافيك:

إضافة أيقونة الإنفوجرافيك تعتبر إضافة كبيرة للموقع، ومغامرة شرسة خصوصًا أن الأمر يستحق الدراسة والتخطيط قبل الاقدام عليه. استغرقت دراسة إطلاق أيقونة الإنفوجرافيك ما يقارب شهرين، على الرغم من وجود مهارة في التصميم، ولكنها غير كافية بشكل مطلق. فالتصميم يحتوي على مضمون ومعلومات، لذلك كنصيحة يجب أن تتخذ خطوات مدروسة في دراسة البحث والاستراتيجية المتبعة قبل الشروع في تنفيذها.

على سبيل المثال، يمكنك مراجعة الأيقونات المشابهة المستخدمة في مواقع الويب الأخرى والتعرف على المميزات التصميمية التي تجذب الزوار، كما يمكنك إجراء استبيانات للتعرف على احتياجات الجمهور وتفضيلاتهم في هذا الصدد. على الرغم من أن الإضافة تحتاج إلى جهد ووقت، إلا أنها ستكون مفيدة جداً للمستخدمين وستزيد من جاذبية الموقع.

4- متابعة الاحصائيات بصفة دائمة:

من الأمور المهمة التي تساعد الكاتب على التخطيط لمواضيعه القادمة، هو تتبع درجة تفاعل القراء مع المواضيع المختلفة، وتحديد المقالات التي حظيت بمشاهدات أكبر، ودراسة طبيعة هذا الجمهور ونطاقه الجغرافي، وغيرها من العوامل التي يمكن أن تساعد في تحديد مواضيع المقالات القادمة.

فعلى سبيل المثال، يمكن للكاتب أن يدرس طبيعة المضامين التي حظيت بنسبة مشاهدة عالية، وأن يحاول توسيع هذه المضامين بطرق مختلفة ومبتكرة، ويمكنه أيضًا أن يتحدث عن نطاق الجمهور المستهدف وكيف يمكن توسيعه. ومن الممكن أيضًا أن يقوم الكاتب بتوسيع مضامين المقالات الموجودة بالفعل بإضافة تفاصيل إضافية أو قصص واقعية أو أمثلة أو تحليلات أعمق. وبهذه الطريقة، يمكن للكاتب أن ينتج مقالات ذات جودة عالية وتفاعلية مع القراء.

5- الانجليزية:


التحدي القادم هو إضافة المحتوى الإنجليزي إلى الموقع. ولتحقيق هذا الهدف، تم البحث لفترة طويلة في الطريقة الأمثل لتحقيق ذلك. بعد تفكير طويل وحيرة في القيام بهذه الخطوة، تم إعداد قائمة بأبرز المتابعين للموقع كما هو موضح أعلاه. ومن خلال دراسة هذه القائمة، تبين أن غالبية الدول المتابعة للموقع من الدول العربية، مما يدل على أهمية الموقع في تلبية حاجات المتحدثين باللغة العربية. ويشرفنا أن تكون الجزائر في رأس القائمة،  ومن خلال القائمة، يمكن ملاحظة وجود بعض الدول الأجنبية التي تتابع الموقع، وبما أن الموقع يحصل على متابعين من دول غير ناطقة بالعربية، فهذه فرصة ثمينة لإدراج المحتوى باللغة الإنجليزية لاستقطاب هذه الفئة المستهدفة. يمكن أن يكون إضافة المحتوى باللغة الإنجليزية فرصة جيدة للتوسع في جمهور الموقع وزيادة الوعي بالمحتوى المتاح.

بعد عرض شامل لأبرز العناصر المهمة خلال السنة الأولى للموقع، أؤكد على أن الاستمرارية في العمل والالتزام في النشر هما أساس نجاح هذا الأخير. ومن الجدير بالذكر أن العمل على تحسين الجودة وزيادة الإنتاجية سيؤدي إلى تحقيق المزيد من النجاح. علاوة على ذلك، يمكن توسيع نطاق الموقع واستكشاف فرص جديدة لتقديم محتوى متنوع وجذاب للزوار. كما يمكن إجراء دراسات تحليلية واستطلاعات رأي لفهم احتياجات الجمهور وتلبيتها بشكل أفضل. الموقع يشبه الفسيلة، فإذا تم العناية بها وسقيها بشكل جيد، فإنه سيثمر بشكل يدهش صاحبه.

                       اللهم إن كان في العمر بقية

بعد عام من الآن، أتساءل وتتساءلون أيضًا عن ما سيحمله المستقبل لهذا الموقع. هل سيتم تحسين واجهته وتوسيع محتواه؟ هل سيتم إضافة ميزات جديدة لتحسين تجربة المستخدم؟ هل سيتم توسيع نطاق اللغات التي يتم دعمها؟ هذه الأسئلة وغيرها كثيرة تدور في ذهني وتدور في ذهنكم أيضًا. وحتى يأتي ذلك اليوم، لا يزال هناك جزء من القصة متبقيًا... الجزء الذي يمثل الفرصة لمزيد من التطور والنمو في المستقبل.