"أنت باحث، أنت مضطر لإيجاد أجوبة"، "ابحث ستجد جوابا لذلك"، هذه الأجوبة التي طالما نصادفها كلما طرحنا سؤال على أحد المحاضرين، يأتي الرد بأننا طلاب جامعيين في مرحلة البحث، فبدل من نحصل على جوابِ جاهز منهم، لابد أن نكد ونبحث للحصول عليه. ومع ذلك، قد يشعر العديد من الطلاب والكتاب  بالحيرة والارتباك عندما يواجهون مرحلة البحث في الجامعة. ومع انتشار الإنترنت، أصبح الحصول على المعلومات أسهل، ولكن لا يزال الباحث يحتاج إلى مهارات بحثية جيدة لتحديد الموارد الرسمية وتحليلها وتفسيرها وتطبيقها بشكل مناسب في بحوثه.

تقريبا كل من مر بالحياة البحثية في الجامعية، قد رواده عدد من التساؤلات، لعل أبرزها: كيف لي أن أحسن من مهاراتي البحثية؟ مهارة القراءة والتحليل كافيان. ولكن هل يكفي ذلك فقط؟ بالتأكيد لا، حتى لو كانت مهارة القراءة مفيدة، ولكن لن تنفع إلا بالتدوين والكتابة لترسيخ المعلومة،  الباحث طيلة مساره العلمي يحتاج إلى إكتساب العديد من المهارات والعلوم التي تجتمع فيما بعد لتشكل شخصية الباحثِ العلميّ.

  • المهارة الأولى التي يجب أن يتمتع بها الباحث هي القدرة على العمل الشاق باستمرار، ويؤكد ونستون تشرشل على أهمية هذه المهارة قائلاً: (إن الجهد المتواصل -وليس الذكاء أو القوة- هو مفتاح إطلاق قدراتنا الكامنة). العمل الجاد والمتواصل هو الأساس الذي يمكن أن يساعد في تحقيق الأهداف والتحسين المستمر.
  • المهارة الثانية هي تطوير صفة الصبر والاستمرار، "أحبّ الأعمال إلى الله تعالى أدومُها وإن قلّ - حديثٌ صحيح". يمكن تطوير هذه المهارة عن طريق العمل بثبات والتركيز على تحقيق الأهداف بخطوات صغيرة وثابتة، والاستمرار في العمل دون الانحراف عن المسار المحدد.

من وجهة نظري الشخصية، فإن تحسين المهارات البحثية يتطلب جهوداً كبيرة ولا يمكن تحقيقه من خلال مخطط عمل منضبط يعمل عليه الباحث. عندما ينهض الباحث كل يوم لتطوير مهارة بحثية معينة، قد يجد أنه لا يتقدم كثيراً في ذلك الاتجاه. ولكن يمكن تطوير المهارات البحثية بنجاح عندما يتعامل الباحث مع تخمين أو تساؤل يثير فيه الشك، حتى لو كان ذلك في الوقت الذي يصعب فيه الحصول على إجابة. لقد اكتسبت هذه المهارات البحثية من خلال ما قاله الدكتور منذر القباني:"أريد من الطالب أن يظهر اهتماماً ورغبة في البحث عن الجواب. أنتم تريدون أجوبة جاهزة والحياة ليست هكذا"

هناك صنف آخر من الباحثين الذين يسعون إلى تحسين مهاراتهم البحثية، ولكنهم يفشلون في الاستمرار على نفس المسار الذي اختاروه. وفي الحقيقة، كما قال يامن النوباني: "الذي لا يتوقف عن البحث عن شيء، يجده". لماذا يصاب الباحث بالإحباط بعد الكد والتعب؟

ماذا عنك ما الطرق التي تعتمدها لتحسين مهاراتك البحثية؟ شاركنا تجربتك بأمور عملية قمت بها ونجحت معك.