لا الكلمات بإمكانها أن تصف مشاعر الكاتب لحظة  اطلاقه لمدونته الشخصية، ولا كمية المشاعر بإمكانها أن توصل لك احساسه، قد يرافقه شعور الحرية حينا،  وتلازمه المسؤولية تجاه تلك الأحرف حينا أخر،  قد لا يخلق التردد في تلك المرحلة، ولكن لا يمكن أن أصف لكم تعلثمه بسبب قراءته المتكررة  للمقال الأول له.

عندما تخيلت أول مرة أنني صاحبة مدونة خاصة، حدث ذلك حقا بعد أشهر من التفكير والتردد، تأكدت بأن الخيال لا ينبع من الفراغ أو مجرد حلمِ عابر، وانما الخيال هو أحد الأنشطة المحفزة للإيمان بأن ما قد نتخيله قد يحدث حقيقةً وقد صدق المؤلف الأيرلندي الشهير جورج برنارد شو عندما قال "الخيال هو بداية الإبداع، إنك تتخيل ما ترغب فيه، وترغب فيما تتخيله، وأخيرا تصنع ما ترغب فيه".

دعوني أعود بكم بالزمن للوراء، أول تدوينة كتبتها في مدونتي أتذكر بإسم الحرية للقلم، لم أحصل على 10 مشاهدات إلا بعد أسبوعين، ولكن مع كل ذلك كان يبدو لي عاديا، ألا يكفي أن يشعر الفرد باستقلالية في جحره حتى ولو يحصل على زيارات؟

ومهما بقيت أعدد لكم أهمية التدوين في هذه الحياة، لا يمكن أن أصف ذلك بدقة، وأغلبية من لهم باع في هذا المجال يؤكدون ذلك، الكاتبة ورائدة الأعمال الأمريكيةPenelope Trunk  شاركت في تأسيس أربع شركات ناشئة وهي من النساء الأكثر نفوذا في مجال التكنولوجيا، تفيد بأن التدوين:

“Your first blog posts won’t be perfect, but you just have to do it. You have to start somewhere.”

بمعنى أن التدوين مفيد  في حياتك المهنية. قد يجعلك متميزًا خبيرا في مجالك، فمن خلال النشر المستمر لمحتوى عالي الجودة يمكنك أن تصبح مرجعا رئيسيا للكثيرين يتم الاعتماد عليه في اكتساب المعلومة.

ولكن هل اطلاق مدونتك أمر يجعلك تشعر بالنشوة لدرجة التوقف عن تطويرها؟، بما أن غايتك قد تحققت، بالعكس تماما المرحلة الحقيقية للعمل تبدأ بعد إطلاق المدونة، ولعل أكثر النصائح المفيدة في مجال التدوين تأثيرًا التي سمعتها من المدونين الناجحين هو ضرورة التعلم الذاتي الدائم لتحسين المدونة بإستمرار،  يفيد المدون  Ryan Robinson بأنه على مدار  أكثر من 8 سنوات الى الآن مازال  يعمل على تحسين مدونته بإستمرار:

“I’m always reinventing my blog for the better”

وعليه،  كلما وضعت لنفسك تحديا في محاولة تحسين مدونتك فأنت في تلك الأثناء  تحاول اكتساب مهارة جديدة تفيدك على المدى الطويل في مجال التدوين، المدون الشهير Ryan Robinson استطاع أن يحقق نتائج مبهرة من خلال عرض أبرز الإستراتيجيات الفعالة لإطلاق المدونة وأهمية المحتويات التسويقية بالنسبة للعلامات التجارية، وقد تمكن من عرض أعماله في بعض الشركات  العالمية التي استفادت من تجربته منها Fast Company و Business Insider، ويقوم اليوم بتعليم  أكثر من +500000 قارئ شهريًا عبر موقعه الإلكتروني ryrob.com .

ماذا عنك هل تخيلتُ يوما بأن ستصبح صاحب مدونة وحدث ذلك بالفعل، شاركنا تجربتك؟