يعد مجال التسويق بالمحتوى  أحد أبرز المجالات المطلوبة في سوق الأعمال، والعديد من الدراسات تشير بأن 68% من مسوقين في شركات B2C يعتمدون على إستراتجية  التسويق بالمحتوى لكونها ساهمت في إنجاح مشاريعهم، ما يمثل فرصة لأصحاب المهارات الإبداعية سواءا كانوا دارسين لهذا المجال أو لديهم شغف في أن يصبحوا اخصائيّ لتسويق بالمحتوى على مواقع العمل الحر أن يستثمروا طاقاتهم في تعلم أساسيات التسويق الإلكتروني بصفة عامة والتسويق بالمحتوى بصفة خاصة.

وإذا كنت قد دخلت لمجال العمل الحر وصادفت مشروع يتطلب منك التسويق بمحتوى أحد عملائك ولكنك تائه  في كيفية تسويق لمحتواه حتى تخلق له مكانة  مميزة تجعل من منتجه منافسا قويا في  سوق الأعمال، ولا تعلم كيف يتم ذلك والعديد من التساؤلات التي بدأت تراودك الأن محاولا إستغلال الفرصة للولوج لهذا المجال.

ببساطة أخصائي  التسويق بالمحتوى  هو الكادر البشري المسؤول  عن إدارة العملية  التسويقية للمحتوى المنتج أو الخدمة  في الشركة، يضع إستراتجيات عملية في إنتاج محتوى يعكس أهداف الحملة ويجذب الجمهور المستهدف لإقتناء المنتج أو الخدمة، وقد نجد بعض من المصادر الأجنبية من تصف أخصائي التسويق بالمحتوى بأنه الشخص المكلف  بالمحتوى التسويقي لشركة من مرحلة الصياغة والتحرير الى غاية نشره على منصات التواصل الإجتماعي وتحليل النتائج ليلبي متطلبات الحملة التسويقية من كافة الجوانب.

لذلك  إمتلاك أفكارٍ إبداعية وحدها لن تجعل منك أخصائيا مميزا في مجال التسويق بالمحتوى، لذلك لعل أبرز المهام التي تقع على عاتق هذا الأخير:

1.    بناء خطة إستراتجية للمحتوى التسويقي بناءا على دراسات وإحصائيات تفيد المضمون.

2.   التخطيط للمحتوى التسويقي الأني وبرمجة مواعيد نشره.

3.  توزيع المهام على أعضاء فريقه المتكون من كاتب للمحتوى والمصمم ومراقبة سيرورة التقدم.

3.    إتخاذ القرارت في إختيار المحتوى الأنسب والمواعيد الزمنية المتعلقة بتنفيذ المهام.

4.    إنشاء دليل عمل معتمد أثناء صياغة المحتوى التسويقي الذي يعكس أهداف العامة للمؤسسة.

وفي كل الأدوار التي يقوم بها أخصائي بالمحتوى، فهو يسعى من وراء ذلك :

- كسب رضا العملاء وإشباع حاجياتهم الدائمة نحو المنتج.

· خلق التميز في المحتوى والتطوير المستمر فيه.

ولكن من ناحية أخرى، قد نجد أخصائي التسويق بالمحتوى مثله مثل أي موظف قد يتعرض لبعض من التحديات التي تواجهه لتعرقل عليه سيرورة الأداء الحسن لمهامه،  فكم من شركة صنعت من مشكلة واجهتها قصة نجاح لها، وعبر محتوى إعلاناتها البسيطة إستطاعت أن ترفع من نسب مدخولها المادي.

نموذج على ذلك:

قامت الشركة العالمية لإنتاج البسكويت oreo بخطوة ذكية في مجال تسويق بالمحتوى، فهي لم تقم بإنتاج محتوى خارق للعادة، وإنما استغلالها للمشاكل التي يمر عليها المجتمع جعلتها  تخلق منها أفكار لتسويق لمنتجها، وقد إستطاعت بالفعل  أن تحول الأمر لصالحها، عندما انقطع التيار الكهربائي في مباراة السوبر بول وهي مباراة البطولة السنوية للرابطة الوطنية لكرة القدم الأمريكية، حدث عطب في الملعب مما أدى الى انتشار الظلام بكل أرجاء الملعب، وهنا جاءت شركة " أوريو" بفكرة مشاركة الحدث عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال تصميم يحمل جوًا من الظلام بكل مكان مع تواجد بسكويت أوريو بشكل واضح لكي يأتي هذا التصميم مرافقا لعبارة تقول: " لا يزال بإمكانك أن تغمس في الظلام ". لاقت هذه المشاركة رواجًا كبيرًا عبر منصات التواصل الاجتماعي  وحققت نسبة أرباح عالية عبر بيع المنتج و الزيادة في أعداد المتابعين لها.

وعليه، تقريبا كل المشاكل الخارجية التي يعيشها المجتمع يمكن أن يخلق منها أخصائي تسويق بالمحتوى أفكارا إبداعية متميزة لمحتويات تسويقية، لكن تبقى البعض من التحديات الداخلية التي تقف حاجزا بينه وبين أداء مهامه، من بينها:

· ميزانية الشركة لا تتوافق مع ميزانية التسويق بالمحتوى.

· بيئة عمل غير مشجعة للأفكار الفريدة والمميزة.

· وجود فجوة معرفية بين أخصائي تسويق بالمحتوى وفريق العمل التابع له.

· صعوبة تحديد حجم الجمهور المستهدف.

وفي الأخير يمكن القول، بأن مكانة  أخصائي تسويق بالمحتوى لا يمكن أن يستهان بها داخل أي علامة تجارية تبحث عن التميز والإنفراد في  ريادة الأعمال، ومهما كان  المحتوى مميزا وفريدا إلا أنه بحاجة الى بناء إستراتجية تسويقية هادفة، ويبقى أخصائي التسويق بالمحتوى هو محرك لعجلة النشاط التسويقي داخل الشركة.

ولو كنت مهتما حقا بالولوج بهذا المجال لابد أن تتعلم أبرز إستراتجياته، فمحركات البحث Google فضاء معرفي واسع يوفر لك المعلومة بضغطة زر منك، فحاول أن تسثمر في ذاتك في تعلم أي شئ ممكن أن يعود عليك بالفائدة المعرفية.