كثيرا ما يتباذر الى أذهاننا المسمى الوظيفي" صانع محتوى" ولكن لا نعلم ما المهارات الإبداعية التي يتمتع بها لتجعله يحظى بطلب ملحوظ في بيئة العمل اليوم، لو قمنا بإطلاع بسيط على محركات البحث لوجدنا بأن   90% من مؤسسات التسويق الإلكترونية  تبحث عن منتجي أفكار لحملاتها التسويقية  لإدارة مشاريعها والعمل على تطويرها وفق إستراتجيتها العملية القريبة والمتوسطة، وما يظهر القيمة التي يحظى بها مجال صناعة المحتوى، لكونه لم يعد مجرد هواية  أو نشاطٍ إبداعي يتم ممارستها لسد الفراغ، بل أصبح مهنة العصر وموردا جذابا يستعين به المعلنين والعلامات التجارية والخدماتية لإنجاح مشاريعهم.

فماذا نعني بصانع محتوى إذن؟

ببساطة يا عزيزي القارئ، هو العنصر البشري المسؤول عن إنتاج المحتوى وإنشاءه بطريقة مميزة وجذابة للجمهور المستهدف وفي الغالب يكون محتواه تسويقي بإمتياز  له علاقة بالعلامة التجارية  معينة  لتأثير على عينة من العملاء المحتملين لإقناعهم بالخدمة أو منتج، أو يكون محررا لمحتويات ذات مجالات مختلفة من لحظة وجود الفكرة الى غاية تشكيلها في قالب إخراجي يطلع عليه شريحة من القراء ويتفاعلون معه.

وقد نجد بأن صانع المحتوى  ذات القبضة الحديدية كما يسميه البعض، لكون مهامه قد تتعدى  من إنتاج للمقالات والبودكاست الى إدارة وتحديث مواقع الأنترنت، تدوين الرقمي والتصميم الجرافيكي، وإدارة مواقع التواصل الإجتماعي في توقيت واحد  بهدف خلق تفاعل حيوي وأني مع مضمون ما ينشره.

  • ومن المعلوم بأن صناعة المحتوى لا تقتصر على قالب واحد للإنتاج، وإنما يمكن الإعتماد على أنماط  متنوعة لإنتاج المحتوى، من أبرزها:
    •  محتوى السردي المكتوب: المقالات بأنواعها، ملخصات الكتب، منشورات التسويقية...
    •  محتوى وصفي مرئي: مقاطع الفيديو بالصورة والصوت
    •  محتوى مسموع: مقاطع صوتية
    •  محتوى جرافيك: محتوى موجه لتصميم الجرافيك لتسويق عن المنتجات أو الإعلان عن أخبار المواضيع.
    •  محتوى منصات التواصل الإجتماعي: منشورات، دليل تعليقات على المستخدمين، محتوى الرد على الرسائل البريدية من مختلف المنصات وغيرها...

    وإنطلاقا من المكانة الوظيفية  التي يحظى بها صانع المحتوى يمكن أن يُسطر أهدافه وخطته العملية لمحتواه، فيمكن أن تجده إما:

1- تابع لجهة وظيفية معينة (موظف لدى مؤسسة)، إذ لابد أن يحرص أن يكون محتوى ما ينشره يتلائم مع السياسة الإيديولوجية للمؤسسة أو العلامة التجارية، وينفذ الطلبات والملاحظات التي يأخذها من مديره الفني، وعليه، يمكن أن نلاحظ بأن مهمته تفتقد لروح الإبداع والنشاط في بيئة العمل بالرغم من أنه يحظى بأجر ثابت يضمن له حياة شخصية هادئة.

2- مستقل ( يشتغل على حسابه الشخصي)،  يمتلك مهارات متنوعة  وقاعدة معرفية جيدة تقوده الى إنشاء محتوى معين يستهدف عبره شريحة من الجمهور، وأغلبية صُناع المحتوى  المستقلين شاع صيتهم عبر  منصات التواصل الإجتماعي، ولذلك  بإمكان أي شخص أن يصبح صانعا لمحتوى، ولكن لابد أن يحرص على عدد من النقاط من بينها:

  • الإعتماد على لغة واضحة وبسيطة تتوافق مع طبيعة الجمهور.
  • أن يكون المحتوى يقدم إضافة قيمة للمتلقي وتجنب تكرار المواضيع.
  • أن يكون مجال المحتوى يتوافق مع إهتمامات المعرفية لصانع المحتوى.

ولكون صانع محتوى يخاطب شريحة من الجمهور في قالب فني متنوع هذا الأمر يدفعه الى الإلتزام والتحلي بالصدق والمصداقية من مرحلة البحث الى الإخراج النهائي، والحل الذي يمكن أن يستعين به هو جلب المضمون من مصادره الرسمية من خلال الإعتماد على:

•  وكالات الأنباء.
•  المواقع الإلكترونية الخاصة بالمؤسسات الرسمية.
•  منصات التعليم الإلكترونية.
•  صفحات وسائل الإعلام الرقمية
•  المدونات الإلكترونية.

وفي الأخير، إن جودة المعلومات التي يقدمها صُناع المحتوى والزاوية التي يتطرقون بها للموضوع هي من تقنع القراء بالمضمون، كما أن المميز في البيئة العمل الحر أنها فتحت المجال  لأصحاب المواهب الإبداعية لمشاركة مهاراتهم عبر إنشاء محتوى يخاطب شريحة واسعة من المستخدمين.

وما يحتاجه سوق الأعمال اليوم هم صانع لمحتوى حصري ومميز يتمتع بالكفاءة العالية والخبرة الكافية لإنتاج محتوى تفاعلي يحقق الغايات المطلوبة والأهداف المسطرة.
وإذا كنت يا عزيزي القارئ ممن يفكرون للولوج لهذا المجال، فلا تتردد في ذلك يكفي أن تملك أفكار تستحق أن تنشر لكونها تقدم إضافة قيمية للمجتمع برمته،  وتكون على عٍلم بتقنيات صناعة المحتوى وفرصتك لتدخل لهذا المجال من أبوابه الواسعة.

     وقد صدق بيل جيتس عندما قال: " المحتوى هو الملك "