ماذا لو استبدلنا السير الذاتية الناجحة بأخرى مليئة بالإخفاقات؟ هل يمكن أن نحظى بفرصة لمشاركة قصص إخفاقاتنا في مقابلات العمل؟ مثلًا، تخيل أن تبدأ مقابلة التوظيف بجملة مثل: "أهلاً، اسمي أحمد وأنا لم أنجح في امتحانات الثانوية العامة، ولم أتمكن من الحصول على المنحة التي تقدمت لها، كما أنني فشلت في تعلم البرمجة في محاولة واحدة فقط!" هل تعتقد أن هذا سيجعل مدير التوظيف يقف ويصفق لك على شجاعتك؟ ربما! أو ربما سيقول: "هل لديك أي مهارات أخرى؟" 😅
ولكن، هل يمكننا حقًا النجاح إذا قررنا أن نكون صريحين بشأن إخفاقاتنا؟ لنأخذ على سبيل المثال "جوهانيس هاوشوفر"، الذي قرر أن يكتب سيرة ذاتية تحتوي على إخفاقات صريحة. في سيرته، اعترف بعدم إتمامه لبرنامج الدراسات العليا في كامبريدج، وعدم حصوله على درجة الأستاذية من هارفارد، ولم ينل منحة فولبرايت أو هانييل، وحتى أنه لم يتم قبوله في برنامج الدكتوراه في الاقتصاد في ستوكهولم! الآن، تخيل لو كنت أنت في مقابلة عمل، وقلت لهم: "سيدي، لم أتمكن من تذكر اسم المعلم في أول يوم دراسي لي في الجامعة، لكني أعتقد أنني تعلمت من ذلك!" ربما لن تضمن الوظيفة، لكنك بالتأكيد ستحصل على إعجاب الجميع بشجاعتك في الاعتراف بالفشل. 😆
لكن لماذا نُصر على تقديم صورة مثالية عن أنفسنا؟ لماذا لا نكون مثل السيرة الذاتية التي تحتوي على الفشل بكل شجاعة؟ تخيل لو كل واحد منا شارك سيرته الذاتية الفاشلة، مثلًا، "لقد فشلت في إقناع أمي بأني أستطيع النجاح في مشروع جديد"، أو "حاولت تعلم الطبخ أكثر من 100 مرة، ولكن في كل مرة كانت النتيجة عبارة عن فوضى في المطبخ وأحيانًا في حياتي الاجتماعية أيضًا!" في النهاية، ستدرك أن كل شخص لديه شيء من الإخفاقات التي جعلته أقوى، ولكن إذا لم نشاركها، فكيف لنا أن نقدر النجاح؟
وبالعودة إلى "جوهانيس هاوشوفر"، السيرة الذاتية الخاصة به أصبحت مصدر إلهام للكثيرين، ولكن لماذا؟ لأنها تقول ببساطة: "نعم، فشلت في العديد من الأمور، ولكنني استمريت في المحاولة، وفي النهاية، وصلت إلى ما أنا عليه اليوم." إذا كان لديك القدرة على الفشل علنًا، فربما ستكون أقوى من أي شخص يدعي أن كل شيء سهل في حياته. لذا، لنتوقف عن التفكير أن الفشل عار. في الواقع، الفشل يمكن أن يكون أفضل صديق لك، طالما أنك لا تقرر أن تعيش معه للأبد! 😂
وفي النهاية، نحتاج إلى الجرأة لمشاركة إخفاقاتنا مع العالم. هل لديك الشجاعة للقيام بذلك؟ لا تقلق، إذا قلت لك "سيرتي الذاتية مليئة بالفشل"، فقد تحصل على وظيفة... أو ربما تجد شخصًا آخر يريد التحدث عن فشله أيضًا! 😉 كما قال الكاتب الأمريكي روبرت أ. هينلين: "عادة ما تكون السيرة الذاتية صادقة، ولكنها ليست صادقة أبدًا."