نظرا للإنفجار المعرفي الحاصل اليوم في البيئة الرقمية، ونتيجة لتدفق الهائل للمعلومات وتغيرات الطارئة في جميع قطاعات الحياة بفضل ما أنتجته التكنولوجيا الرقمية، أصبح التعليم الذاتي ضرورة تفرضها الظروف المعاصرة وتمليها طبيعة التغير الثقافي من أجل اللاحق بركب التطورات الحاصلة من جهة وتلبية لشروط الوقائية التي فرضتها جائحة كورونا من حجر صحي وتباعدٍ وقائي وغيرها...، لذلك أصبح الإعتماد على التعليم الشخصي محفزاً لتطوير الذات والمهارات، كما أنه فرصة لكل شخص طموح يسعى لتحسين من نفسه، بالرغم من التعليم الذاتي في البلدان الغربية كان ثقافة سائدة  ومنتشرة إرتسخت في عقول الأجانب منذ سنوات من خلال إحساسهم بالمسؤولية وتحمل المتاعب التي تعترض لهم في مناحي الحياة.

وقد نجد لتعليم الذاتي مفردات مشابهة له كالتعليم المنظم ذاتيا، الدراسة المستقلة، الدراسة الذاتية  وغيرها من المفاهيم المشابهة التي تحمل معنى واحد والمقصود به العملية التي توفر لطالب هامشا من الحرية في إختيار طريقة التعليم المناسبة وكذا إختيار التوقيت الذي يتلائم مع حاجاته وظروفه، ومن خلاله تشخيص أهدافه التعليمية وتحديد مصادر تعلمه، ووضع خطة تعليمية ملائمة تساعده على تقييم الذاتي وملاحظة أوجه التحسين والقصور لديه.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه، كيف يمكننا أن نخلق تعليما ذاتيا فعالا؟

أشار وود وماك كيردي Wood and McCurdy ثماني مهارات لتعلم الذاتي الفعال:

مهارة إستغلال الفعال لوقت الدراسة
مهارة التخطيط للأنشطة وجدولتها
مهارة البحث عن إجابات الأسئلة
مهارة العمل المستقل بعيدا عن سيطرة الأستاذ
مهارة العمل وفقا لسرعة المتعلم الذاتية
مهارة إستخدام مواد وأدوات المنهج المقرر الدراسي بدون إستعانة بمساعدة الأستاذ.
مهارة إستخدام المواد والأدوات التعليمية المختلفة
مهارة إستخدام ما سبق تعلمه ويرتبط بموضوع النشاط الحالي

ولكن مهما تعددت أساليب التعلم الذاتي وإختلفت على حسب طبيعة الشخص للأخر، إلا أنه لخلق تعليمٍ ذاتي فعال يتطلب قبل كل شئ الثقة بالنفس والإيمان بالوصول للمبتغى.

لكن ما رأيكم في مقولة الروائي الإسباني جورج سانتايانا : "الإنسان الذي تعلم في المدرسة فقط هو إنسان غير متعلم"، هل تتفقون معه؟