" المرأة " ...هذا الكيان القيم الذي يحمل أجمل معاني الحب والطمأنينة، أمدها الله عز وجل راية التغيير والمسؤولية وأعطها دورا محوريا في الأسرة والمجتمع على حد سواء، فإذا صلحت المرأة بشخصيتها القوية ووعيها المثقف بإمكانها  أن تصلح أي شئ يمكن أن يلامس أطراف أصابِعها، أما إذ لم تكن المرأة تحمل من الصفات الحميدة  والشخصية المتفهمة فقد يهلك المجتمع بأكمله.

اليوم مناسبة مميزة وإستثنائية بالنسبة للمرأة، يحتفلن بهذا العيد العالمي من كافة ربوع  المعمورة، تتزين بجمالها وتظهر مفاتنها، يتباذلن التهاني، يذهبن للإستمتاع بهذا اليوم، ولو سألت أي إمرأة لما جمالك العذب يتقاطر زينة وريحانا ، ستقول ببساطة: "هذا عيدي، ومن حقي أن أتجمل..."، بالتأكيد من حق أي إمرأة أن تسعد بهذا اليوم، ولكن لو تعلم بأن كل أيام السنة  تمثل عيدا بالنسبة لها...، فلماذا هذا اليوم بالضبظ؟

في الأصل، جاء هذا الإحتفال أثر بعض الإضرابات النسائية التي صنعت ضجة في الولايات المتحدة الأمريكية، وظهرت بعض الحركات النسوية أنذاك التى طالبت بتحسين ظروف المرأة والإقرار بحقوقها المشروعة من بينها حقها في الإقتراع والمشاركة السياسية وأهم شئ تحسين العائد المادي للمرأة العاملة، وقد خرج ما يقارب 1500 إمرأة في عام1907 الى الشوارع  والكثير منهن من يعملن في مصانع النسيج  لفترات طويلة ولكن يتقاضين أجور منخفضة مقابل ما يحصل عليه الرجل، لذلك طالبن بحقهن في بيئة العمل  والحق في التصويت لصالح أي قرار يخدم مصالحهن..

وبعد عامين على هذه المسيرات بدأ الوعي النسوي ينتشر والإهتمام بقضايا المرأة، وعليه قد عقِد أول يوم وطني للمرأة الأمريكية فى الـ 28 من فبراير عام 1909، وفي 19 مارس عام 1911م تم عقد اليوم العالمي للمرأة لأول مرة فى دول "النمسا، والدنمارك، وألمانيا".

ولما الثامن من مارس بالضبظ؟

رغم أن المحاولات والخرجات النسوية شاع صيتها  منذ سنة 1909، إلا أن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني هذه  المناسبة سوى سنة 1977، وأصدرت المنظمة الدولية قرارا يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بـ اليوم العالمي للمرأة، ولكن غالبية الدول ذهبت للإعتماد يوم عالمي مشترك ليتم الإحتفال به وقد كان في 08 مارس من كل سنة.

ماذا نفهم؟

عندما كانت المرأة الأمريكية تتعرض لأشد أنواع  التعسف والظلم صرخت  من أجل إسترجاع حقوقها والمطالبة بمشاركة رأيها في القضايا التي تهمها، جاء هذا اليوم  مناسبة لإسترجاع الحقوق في وقتٍ مضى وليست عيدا نقتصر في يوم واحد، وهي التي تناظل وتجاهد بالدقائق والأيام في كل عام.

وقبل أن تتعرض المرأة لظلم في سنوات ماضية، كانت التقاليد المتوارثة  في العصر الجاهلي قبل الإسلام  تحرم على المرأة حقها في الحياة، فقتلوها بطريقة بشعة خشية من الفقر واللعنة، ولكن عندما جاء الإسلام أرجع لها مكانتها وكرمها كونها بنت وزوجة وأم، ولعل أبسط مثال يظهر حق المرأة لتكون عزيزة مكرمة هو "الصداق"، وقد فرضه الله على الزوج تكريما للمرأة و لإظهار صدق رغبة الرجل فيها، وحتى بعد وفاة المرأة قد كرمها  الإسلام بأن جعل من يغسّلها زوجها، أو أحد النساء حفاظا لعفّتها وطهرها.

لذلك المرأة المسلمة هي من لابد أن تفتخر أولا كون أن الإسلام قد كرمها منذ قرون مضت قبل أن يشاع صيت هذه المناسبة العالمية، هي محظوظة بحق...والثامن من مارس ماهو إلا مناسبة تحتفل بها بجانب بقية أيام 364 من السنة.