خلال الحجر الصحي أصبحت مجمل أعمالنا تنجز من المنزل، تعودنا على التواصل عن بعد وأداء المهام والإجتماعات عبر مكالمات الفيديو، مشاهدة مسلسلات والأفلام، القراءة الإلكترونية كل هذا الأمر قد أثر على نشاطنا البدني، وقد صاحب ذلك مشاكل جسدية ونفسية، أحيانا نعاني من بعض ألام الظهر وتشنجات الرقبة سواء عند جلوسنا أمام الحاسوب لفترة أطول أو أثناء تصفح الأنترنت عبر الهاتف، و تقريبا هذه الألام لا تخف إطلاقا، بل بالعكس يوم بعد يوم تزيد حِدتها الى أن نجد أنفسنا عاجزين حتى في إتمام بعض المهام الروتينية البسيطة.
وأثبتت الكثير من الدراسات من بينها ما نشر على المجلة الأمريكية "الطب والعلم في الرياضة" بأن الفرد لو حافظ على 13 دقيقة من التمارين الرياضية يوميا فسيكون كافيا لتحسين اللياقة البدنية، ومن جهة أخرى قد نشرت المجلة العلمية الأمريكية Journal of the American College of Cardiology دراسة جديدة تشير بضرورة ممارسة الرياضة في معدل 150 دقيقة أسبوعيا من شأنه أن يقلل من خطر الوفاة أو الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
وفي مجمل ذلك، إذا حافظ الشخص على معدل متوسط يوميا لتمارين الرياضية، مع مرور الوقت ستمثل له أسلوب حياة وعادة يومية من الصعب أن يمر روتينه إلا ووجد نفسه يستعد لذهابه للجيم، وليس مضطرا أن يربط أنشطته الرياضية بقاعة الرياضة فقط، فالمحيط الذي يدور به قد يخلق منه مناخا يلائمه لممارسة أبسط التمارين التي من شأنها أن تعكس له نتائجا إيجابية على صحة جسمه.
ولو يعلم الفرد لو تمسك بممارسة المشي يوميا لمدة ساعة فقط، ماذا سيحدث لجسمه؟، خلال تصفحنا للكثير من الأبحاث الطبية وجدنا بأن أغلبيتها تقريبا تحث على ممارسة المشي لما له من فوائد صحية عديدة، مثلا مجلة Preventive Medicine في عام 2005 توصلت بأن المشي لما يقارب فقط 30 دقيقة يوميا يساعد الجسم في تخفيف من أعراض الإكتئاب و القلق والتوتر، بالمشي فقط، فمابلك لو تعود الفرد على مماسة التمارين الرياضية فكيف سيكون حال أجسادنا بعد سنة فقط؟
لذلك الرياضة لا تمثل حلا لحماية الجسم من إصابة من بعض الأمراض فقط، وإنما أيضا هي بمثابة مخرج للكثير من الضغوطات النفسية، فإذا أردنا أن نكون بأفضل حال جسديا ونفسيا لابد أن نولي إهتماما كبيرا بكل ما يعود بالفائدة على أجسامنا.
فدائما :
"العقل السليم في الجسد السليم"
"A Sound Mind in A healthy Body"